يسرني ان اهدايكم هذه القصة من مجموعتي القصصية..
((لأميرة السمكة)) *اتمنى ان تنال اعجبكم وانتظر نقدكم*
يحكى فيما يحكى في زمن من الأزمان وفي أرض ربما كانت هنا أو هناك جرت أحدث قصة ربما كانت حقيقة أو ضرب من الخيال..
فيحكى أنها في مملكة عظيمة الأرجاء وسعة الأركان كثيرة الخيرات مشهورة بأرضها الخضراء الغناء التي تطل على أجمل البحر المليئة بااللؤلؤ والمرجان وكان يحكم تلك المملكة ملك طيب معروفا بالعدل والأنصاف محبوب من رعيته ومن كل الحكام والسلاطين
وكان للملك ابنه وحيدة هي الأميرة نرجس المشهورة بجمالها وحبها الشديد لعمل الخير فكانت أميرة متواضعة محبه لمساعدة الناس وعاشت المملكه في عهد ذلك الملك سنين من الخير والرخاء وعم العدل والأمن جميع أركان البلاد
لكن كان هناك في الخفاء من الأشرار الحقده الحسادون الذين كانوا يحوكون الخطط ويدبرون المكائد لسقوط ذلك الملك ليتولوا الحكم وينعموا بخيرات المملكة الوفيرة فقد كان شاه بندر التجار المعروف بغلظته وجفائه وقسوته على الناس يتوق توقا شديدا لتولي عرش الحكم بأي طريقة كانت وكان كل ما ينقصه لتحقيق هدفه الوسيلة والطريقة للحصول على مبتغه فقد كان يفكر كثيرا في الخيرات التي سيحصل عليها عندما يتقلد حكم المملكة
وبعد تفكير طويل وحثيث توصل بأن الملك لا يوجد لديه أولاد غير تلك الفتاة نرجس التي يرى بأنها لا تستحق بان تكون ملكة عليه مهما كان عزم كثيرا بأن يذهب إلى ناس ويشيع بينهم بأن الملك قد كبر بسنه وأن أبنته ستكون ملكة عليهم وهي فتاة صغيرة لا تستحق ذلك الشرف لكنه تراجع عن فكرته وقال الناس تثق كثيرا بهذا الملك وابنته فضلا على أنهم يكروهوني ويتمون لي الشر على الدوام فاستقر على أن هذه الخطة لن تنجح بالتأكيد وبعد أن اجهد من شدة التفكير ورأى قلة حيلته قال لابد لي من خبير في المكر وتدبير المكائد ليساعدني على اعتلاء ذلك العرش وبعد بحث طويل لم يجد أفضل من عجوز العناكب الساحرة لتساعده في أيجاد حيلة من حيلة الشريرة
فأرسل أحد أعوانه لأستدعاء تلك العجوز وحضرت عجوز العناكب في الحال فأخبرها شاه بندر التجار بما يدور في باله ويشغل فوائدة وعن هدفها في اعتلاء عرش المملكة فقالت عجوز العناكب بكل دهشة أمر خطير وربما أود بحيتنا نحن الاثنان ولكنه ليس بأمر عسير على عجوز العناكب سأفكر واجتمع مع عناكبي وأرد لك الخبر عما سنتوصل إليه فالأمر ليس بالهين وإنما يحتاج إلى تفكير عميق وتخطيط دقيق فانصرفت عجوز العناكب على أن يجتمعا بالغد ليبحثا ماذا بإمكانهما أن يفعلا ذهبت عجوز العناكب إلى بيتها الموحش المليئ بالعناكب الشريرة التي نسجت بيوتها في كل زاوية من زوايا المنزل اجتمعت العجوز عل عجل بعناكبها وأخبرتهم بالأمر الذي أستدعاها من أجله شاه بندر التجار وجلست وشرعت العجوز والعناكب في رسم معلم الخطة الخطيرة وفي الصباح حملت العجوز سلتها الخشبية المليئة بالعناكب وذهبت إلى شاه بندر التجار وأدخلها إلى منزله مسرعا وأمر باكرمة وقال أخبريني عم توصلتي إليه بالأمس قالت لك ما أردت لكني وضعت أنا وعناكبي خطة رائعة لكنها خطيرة وشريرة وأخذت تضحك ضحكات مليئه بالشر والخبث ثم قالت خطة محكمة التخطيط لكن في حال أن كشفت الخطة فسيكون السجن أو الإعدام مصيرنا نحن الاثنين
فقال شاه بندر التجار ما هي خطتك فقالت عجوز العناكب سأحول الأميرة نرجس إلى سمكة وسأرميها في البحر الكبير لتأكلها أسماك القرش الجائعة فقال شاه بندر التجار ولكن ماذا عن أبيها فقالت أباها سوف ينشغل عن المملكة ويبحث عن ابنته الوحيدة وربما مرض أو مات حزنا عليها وسوف نشيع بين الناس بأنه مريضا طريح الفراش ونودعه سجين في غرفتها بالقصر مدى حياته وبذلك سوف تعتلي الحكم بكل سهولة فقال شاه بندر التجار يالها من فكرة رائعة يأيتها العجوز الماكره فقالت عجوز العناكب ولكن مازال هناك للكلام بقية فقال وماذا بعد فقالت أنفذ هذه الخطة بشرط فقال تفضلي لك ما أردتي فقالت لي نصف من خيرات المملكة ولابد أن أعيش أنا وعناكبي بالقصر لننعم بالرفاهية فقال شاه بندر التجار على مكرها لك ما أردت ففرحت العجوز وقالت سأشرع بنتفيذ الخطةفي صباح الغد
ثم قالت لقد نسيت أن أقول لك شيئ مهم وخطير جدا فقال شاه بندر التجار وماذا لديك أيضا أيتها العجوز الجشعه فقالت ربما ينفك السحر عن الأميرة نرجس ولكن بصعوبة شديدة فلابد من معجزة كي ينفك السحر فقال شاه بندر التجار وكيف ذلك فقالت عجوز العناكب عندما تجد الأميرة نرجس التي سوف تكون سمكة صغير في أعماق البحر من ينقذها ويحبها ويفديها بحياته فإن السحر سينفك عنها وسوف أتحول أنا وأنت إلى صخور صماء فقال شاه بندر التجار من المستحيل أن تجد من ينقذها فأسماك القرش ستكون أسرع من شباك أي صياد ومن المستحيل أيضا أن يحب إنسان سمكة ومن سبع المستحيلات أن تجد سمكة من يفديها بحياته فقالت عجوز العناكب أنك محق ولكني أحببت أن أخبرك بكل التفاصيل حتى تكون على بينة من أمرك
فقال شاه بندر التجار كما أتشوق لأعتلى عرش المملكة بأسرع من لمح البصر فأسرعي أيتها العجوز الماكره في تنفيذ خطتك فقالت كما قلت لك من الصباح سأبدأ بالتنفيذ ثم ضحكت وقالت سنحقق ما نصبوا إليه ودعته على أمل اللقاء بعد تنفيذ أول جزء من الخطة
وفي الصباح الباكر امتطت العجوز سلتها الخشبية العتيقة وعصاها الخشبية وسرت باتجاه حديقة السلطان وتظاهرت بأنها عجوز عمياء وعندما وصلت إلى سور الحديقة وقفت في الخفاء وانتظرت حتى رأت الأميرة نرجس تتجول في أرجاء الحديقة وعندها تسللت بالدخول إلى الحديقة بعيدا عن أنظار الحراس وتظاهرت بأن عصاها قد وقعت منها فأخذت تتلامس يمينا ويسارا بحثا عنها وأخذت عجوز العناكب تقول ساعدوني أني لا أرى طريقي وعندما شاهدتها الأميرة نرجس هبت لمساعدتها في الحال وقالت أهلا بك يا سيدتي هل بامكاني مساعدتك فقالت يا حبيبتي لقد سقطت عصاي هنا ولم أعد أجدها وعندها أخذت الأميرة نرجس تبحث بين الأشجار عن تلك العصا وبسرعة قامت عجوز العناكب برمي ما في سلتها من أسحار على رأس الأميرة نرجس فتحولت في الحال إلى سمكة صغيرة ذهبية اللون فحملتها عجوز العناكب ووضعتها في جره ماء صغيرة وأسرعت بأخذ سلتها وعصاها وذهبت مسرعه با تجاه البحر الكبير الهائج
وعندما وصلت البحر ركبت قارب صغير حتى ابتعدت عن الشاطئ ثم رمت السمكة الذهبية في البحر ثم أخذت تضحك بصوت عالي وقالت هنا تتكاثر أسماك القرش هنا ستموتين يا نرجس لا محالة أما نرجس المسكينة أو بالأصح السمكة الذهبية الصغيرة فقد تعجبت مما جرى لها وقد أصابها الخوف والهلع خاصة وهي الآن في أعماق البحر المظلمة لكنها عرفت بأن العجوز الماكره الشريرة هي من حولتها إلى تلك الصورة لهدف شرير في نفسها لا تعرفه نرجس ولابد أن تكون تلك العجوز خطيرة على المملكة والبشر اختفت نرجس خلف صخور تحفها المرجان من كل اتجاه والرعب والخوف يملأ قلبها وفكرة الموت تراودها في كل لحظة
أما ما كان من السلطان فقد كان معتاد على تناول طعام الإفطار مع ابنته فجلس حول المائدة لكن نرجس لم تحضر فأمر الخادم بأن يدعو نرجس لتناول طعام الإفطار بحثوا الخدام عن الأميرة نرجس في غرفتها فلم يجدوها ثم بحثوا عنها في الحديقة وأيضا لم يجدوها وسألوا حراس القصر عنها فقالوا أنهم لم يروها فذهبوا إلى الملك وأخبروه بأنهم لم يجدوا الأميرة نرجس فقال عجبا أين هي هل خرجت خارج القصر فهي ليست معتاده على الخروج بدون أذني فقال الحرس لم تخرج الأميرة نرجس من القصر فقال الملك عجبا فتشوا في جميع أنحاء القصر وبحث الخدام من جديد ومعهم أيضا الملك ولكنهم أيضا لم يجدوها فتعجب الملك وقال أغلقوا جميع أبواب المملكة وليفتش الحراس كل بيت والسوق وفي كل الاركان بحثا عن الأميرة نرجس وفعلا بدأ الحراس بالبحث عن الأميرة ولم يتركوا بيتا إلا بحثوا فيه عنها لكنهم لم يجدوها
وانتشر خبر اختفاء الأميرة نرجس في جميع أرجاء المملكة وعاد الحراس وأخبروا الملك عن فشل بحثهم في أيجاد الأميرة نرجس فغضب الملك وقال عجبا هل انشقت الأرض وابتلعتها وأصاب الملك حزن شديد وحيره لم يعهد لها مثيل فأين ابنته وماذا جرى لها أسئله لم يجد لها جواب فأصبه الهم والكدر وانشغل عن أمور مملكته وأمر جميع الجنود بأن يذهبوا للبحث عن الأميرة نرجس في كل مكان وأن لا يرجعوا إلا بها فنفذ الجنود ما أمر به الملك وتوزع الجميع للبحث عنها في كل الأقطار والبلدن
أما شاه بندر التجار وعجوز العناكب فقد فرحا فرحاً عظيم وبدأ يهنئا بعضهم علي بداية نجاح خطتهما فهدفهم الأن أصبح قريب المنال وأخذ شاه بندر التجار يستعد للهجوم على قصر الملك وفعلا ذهب شاه بندر التجار إلى الملك على أنه قادم لمواساته والتخفيف من ألمه وعندما دخلوا القصر أغلقوا جميع بواباتها وقتلوا الحرس وأودعوا البقية بالسجن أما الملك فقد كبلوه بالسلاسل والأغلال وأودعوه في غرفته وأحكما عليه الحراسة وأشبعوه تعذيب وضربا ليلا ونهار أمر شاه بندر التجار أعوانه بأن يعلنوا بين الناس بأن الملك يدعوهم لحديقة القصر لأبلاغهم أمر مهم وفعلا أجتمع الناس فخرج شاه بندر التجار فستغرب الناس كيف للملك أن يقرب منه شخص كهذا فوقف بهم خطاب وقال من المفترض أن يخطب بكم السلطان لكنه مرض مرض شديد بسب اختفاء أبنته وأميرتنا العزيزة نرجس ولقد أبلغني أن أخبركم بأنه قد أوكلني تسيير أمور المملكة وحكمها حتى يتامثل للشفاء
فتعالت أصوات الناس أستغرابا وتعجبا فقال شاه بندر التجار من حقكم أن تسألوا عن مدى صدق ما أقوله ولتتأكدوا من الأمر انظروا إلى هذا الخطاب الذي ختم بختم الملك وعندما رأى أهل المملكة الخطاب سكتوا فما عساهم أن يقولوا بعد أن رأوا ختم لملك بأم أعينهم وانصرف أهل المملكة وهم حزينون بسب مرض ملكهم الطيب وبسبب تولي شاه بندر التجار الشرير الحكم
أما عجوز العناكب وشاه بندر التجار فقد بدأوا بسلب خيرات المملكة وبظلم العباد ففرضوا الضرائب على الناس وسلبوا أموالهم بالمكر والباطل وتضرر العباد وعما الظلم أرجاء المملكة وكان أهل المملكة غاضبون مما يحصل لهم من ظلم وتعذيب وسجن لكنهم لم يكونوا قادرين على مقاومة ذلك الرجل الشرير فمن يعترض فمصيره السجن أو القتل
أما ما كان من شئن الأميرة نرجس فعاشت في البحر أيام طويلة مفزوعة مهلوعة منتظرة للموت في كل لحظة من اللحظات كثيرة التفكير بحال أبيه لكنها مع هذا كله لم تتوقف عن دعاء ربها بأن ينقذها من تلك المصيبة العظيمة ومازللت نرجس تصلي وتدعوا الله ليلا نهار ومر شهر واثنان ونرجس بأمان ولم تعترضها أسماك القرش واعتادت نرجس على الحياة في البحار وأحبتها وأصبحت أقل خوفا من السابق وقالت في نفسها ربما كتب لي أن أعيش هنا طيلة حياتي وفي يوم من الأيام وعندما كانت نرجس تسبح على سطح الماء كان هناك شاب على قارب صغير يرمي شبكة في البحر وفجأه وقعت نرجس بالشبكة فبكت نرجس وقالت لقد حانت لحظات فراق الحياة وأخذت تحاول الهرب من الشبكة لكن الصياد سحب الشبكة وأخرج ما فيها من سمك بالسلال أما نرجس فأخذت ترتجف ككل الأسماك لحظة خروجها من الماء وتأكدت من انها ميته لا محالة وأغمضت عينها أستعدادا للموت وفجأ ءة..
النهاية